"قاب قوسين" تُعلّق صدورها حتى إشعار آخر
يُنهي منبر "قاب قوسين" الثقافي للزملاء الأدباء المشاركين بالكتابة في الموقع،
وكذلك لجمهرة القراء المتصفحين، القرار بإيقاف هذا الموقع حتى إشعار آخر. وعليه وللأسف الشديد فلن يكون بالإمكان استئناف صدور الموقع مجدداً في مطلع العام 2020 كما أملنا بذلك لدى التوقف في مطلع يوليو تموز 2019 . إذ ان هذا المشروع الثقافي الإبداعي نهض منذ البداية وحتى تاريخه بمبادرة ذاتية، وصدر بجهد شخصي ، وبتمويل فردي منذ الصدور الأول في 10/10/2010 . وهو امرٌ ثبت لنا بالملموس أنه يتعذّر الاستمرار فيه الى ما لا نهاية، لما يترتب عليه من اعباء وتضحيات جسام تتعلق بتحرير مواد صحيفة ثقافية ،تتجدد بصورة شبه يومية والقيام بجهد يشبه عمل السكرتاريا في الاتصالات والمراسلات المتصلة بالموقع، علاوة على الكلفة المالية ،مما يفوق طاقة شخص فرد ، هو المحرر وصاحب المشروع.
انه لمن دواعي الاستهجان أن لا تحظى منابر ثقافية الكترونية جادّة وعصرية ومنها هذا الموقع ، بأي دعم او رعاية ،من اية جهة رسمية أو اهلية معنية بالنشر الثقافي الالكتروني، او حتى بأية شراكة لتقاسم العبء مع أصحاب المشاريع الفردية. رغم ما أدّته وتؤديه هذه المنابر من دور ناءت به مجلات ثقافية عربية وصحافة ثقافية متخصصة، من تجسير بين مشرق العالم العربي ومغربه كما هو حال موقعنا، ومن انفتاح وتفاعل مع حركة الثقافة في العالم. ومن اطلاق مواهب جديدة ، ونشر ما لا يحصى من معالجات نقدية وترجمات وتقارير ومتابعات ومستجدات ، حتى فاق مجموع المواد المنشورة في "قاب قوسين" 15 الف مادة في سائر حقول الأدب والفكر والابداع بأقلام المئات من المبدعين والنقاد البارزين.. وذلك خلال أقل من عقد واحد .،ويحتفظ الموقع بهذه المواد في "إرشيفه".
وعلى نطاق أوسع فإن اتحاد الكتاب والأدباء العرب لم يتوقف يوما في اجتماعاته المتعاقبة او مؤتمراته الدورية والاستثنائية، عند ظاهرة المنابر الثقافية الالكترونية، وما تلعبه من ادوار ، ومن ملء للفراغ الكبير، رغم تفاوت مستويات هذا المنابر. ولم تنل هذه المنابر ما تستحقه من من دراسة وتمحيص وتظهير لاتجاهاتها ومشتملاتها، على المستوى الأكاديمي العربي. ولذلك فقد بقيت هذه المنابر بمنزلة مبادرات جريئة على قدر كبير من الزخم والحيوية، لكنها تسبح في بحرٍ من متابعة صامتة لها، مع اللامبالاة الفعلية بها رغم الاعتراف الواقعي بوجودها وأثرها ،ورغم المشاركة بالكتابة فيها ، مما حمل العديد من المنابر على التوقف وهو المصير الذي ينتظر هذا الموقع ، إن لم يقع تدخَلٌ ما ينقذ هذا المنبر.
والعزاء ان الحياة الثقافية والابداعية لا تتوقف، وتتخذ على الدوام صيغاً جديدة ومختلفة.
تحيا الحياة.. على ما قال شاعرنا.
" قاب قوسين"/ محمود الريماوي
20 ديسمبر 2019